الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
أن المفعول الذي يتعدى إليه الفعل بنفسه هو ما يحل به الفعل (1)، نحو: ضربت زيدا، فزيدا قد حل به الضرب، والمفعول الذي يتعدى إليه الفعل بحرف الجر لا يكون محلا للفعل نحو: مررت بزيد، فالمرور لا يحل بزيد "فينبغي على هذا أن يجعل نصحت زيدا وأمثاله الأصل فيه: نصحت لزيد... لأن النصح لا يحل بزيد" (2).هذا ويضعف القول الأول وهو أن استعماله بالوجهين لغتان ما يأتي:قول أكثرهم (3) بتساوي الاستعمالين في الكثرة "وفي دعوى التساوي في الكثرة نظر" (4) لقول الفراء: "العرب لا تكاد تقول: شكرتك، إنما تقول: شكرت لك، ونصحت لك ولا يقولون: نصحتك، وربما (5) ولقول الزجاج: "الكلام نصحت لك، وهو أكثر من نصحتك" (6)، وكذا قال جماعة كثر (7): إن استعمال هذا الباب بحرف الجر أكثر وأفصح وأعلى وأجود وأشهر، وهي لغة القرآن.ما ذهب إليه ابن عصفور من "أنه لا يتصور أن يوجد فعل يتعدى بنفسه وتارة بحرف الجر؛ لأنه محال أن يكون الفعل قويا ضعيفا في حال واحدة، ولا المفعول محلا للفعل وغير محل للفعل في حين واحد" (8)- - - - - - - - - -(1) ينظر: الأصول في النحو: 1 /169، وشرح المفصل: 7 /62، وشرح الجمل لابن عصفور: 1 /305، والبسيط: 1 /411.(2) شرح الجمل لابن عصفور: 1 /306.(3) ينظر: شرح الجمل لابن عصفور: 1 /306، وشرح الكافية: 4 /139، وارتشاف الضرب: 3 /49، وهمع الهوامع: 3 /5.(4) حاشية ياسين على الألفية: 1 /234.(5) * في قوله: (ربما) إشارة إلى قلة استعماله متعديا بنفسه. قيلتا "%النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 129- مجلد رقم: 1
|